الأربعاء، 17 فبراير 2016

الخيانه الزوجيه اسبابها وعواملها تابعونا

خيانة الزوجة .. جريمة ذات ابعاد
إنسانية : حين تخون الزوجة هناك ألف سبب



"يمكن المرأة أن تجعل عيوبها طي النسيان، والذهاب إلى كل مكان مرفوعة الرأس، إذا كانت طاهرة جسدياً"

- حكمة لاتينية -

خيانة المرأة لزوجها لا تشبه أبداً خيانة الرجل لزوجته فمن حيث الكم فإن واقع المجتمعات يؤكد أن خيانة الزوجات أقل بكثير من خيانة الأزواج وبشكل عام فإن دخول المرأة لمجال الجريمة على اعتبار أننا نتحدث عن جريمة الزنا يعتبر حديثاً أو كما يقول "د. ذياب البداينة" في دراسته "واقع وآفاق الجريمة في المجتمع العربي" الإناث أكثر خوفاً من الجريمة من الذكور وأن معدلات الجريمة النسوية بدأت في الارتفاع مؤخراً بسبب دخول المرأة العربية سوق العمل وعوامل أخرى حديثة.
وفي دراسة د. عبدالرحمن العسيري "مؤشرات الجريمة الأنثوية في المجتمع السعودي" أوضح أن نسبة جرائم الإناث في السعودية هي 5.6% من حجم الجريمة وأن غالبية جرائم الإناث هي أخلاقية وسرقة ومخدرات.
إذن فجرائم المرأة قليلة لدينا بيد اني في المقالة اعتبر أن الخيانة الزوجية جريمة والمرأة الخائنة مجرمة في حق نفسها والمجتمع.
ومن المهم التأكيد على أننا حين نناقش خيانة الزوجة لا نتحدث عن ظاهرة بالمفهوم العلمي إذ لا يوجد ما يدلل علمياً على وجودها كظاهرة لدينا لكن هناك بالتأكيد حالات فرديةمارست فيها المرأة الخيانة كجريمة حتى وإن لم يبلغ عنها إذ عادة ما تنتهي المشكلة بطلاق المرأة ولا يلجأ الزوج إلى إثبات خيانة زوجته فضلاً عن أن هناك نساء يمارسن الخيانة الزوجية ولا ينكشف أمرهن!!


نفسية المرأة

لا تخون المرأة زوجها أو تنحرف إلا وأن هناك اضطراباً في نفسيتها أوجدته ظروف تنشئتها الاجتماعية غير السليمة بالإضافة إلى عوامل أخرى تتضافر لتدفعها إلى الانحراف.
في بحث "المرأة والانحراف" للدكتورة "موزة غباش" والذي اختارت عينتها سبع نساء مسجونات أعمارهن ما بين 18ـ 41واستخدمت الملاحظة المباشرة والمقابلة الشخصية ودراسة الحالة فيه، كما استخدمت ضمن أدوات البحث مقياس "ليكرت" لمعرفة اتجاهات المسجونات الإماراتيات نحو قضايا متعلقة بالفعل الانحرافي. أبرزت الباحثة مؤشرات نفسية أوردها هنا للتعرف على مؤشرات هامة في انحراف النساء:
1- حاجة المرأة إلى الأمن وتقدير وتحقيق الذات (العلاقات الزوجية) شكلت هذه الحاجة ما نسبته 71.4% من الأسباب الدافعة إلى الانحراف، فالزوج في الإمارات يسمح لنفسه بإقامة علاقات عاطفية مع نساء أخريات ولا يقوم بواجباته الزوجية إلى جانب تدخل أسرة الزوج في حياة الزوجين الخاصة الأمر الذي يدفع بالمرأة إلى الانحراف الخلقي لما تعانيه من حرمان من أبسط حقوقها.
2- دور المؤثرات الخارجية على شخصية المرأة (وسائل الإعلام)، أشارت نتائج البحث إلى ضعف وسائل الإعلام في القيام بالدور المطلوب إزاء تربية الأبناء على القيم والمفاهيم الإسلامية.
3- دراسة الدوافع وراء ظاهرة الانحراف (إصلاح السجون)، افتقار السجون إلى البرامج التأهيلية والإصلاحية وهذا لا يردع المنحرفات عن العودة إلى الانحراف.
4- آثار الكبت على السلوك الانحرافي (دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية)، اجمع علماء النفس أن الكبت المتواصل من المحيطين بالفرد يدفعه بطريقة شعورية ولا شعورية إلى سلوك طريق الانحراف.
5- التوازن في الشخصية (ضغوطات الحياة والتطور المادي).
6- الاستهواء (أثر الاغراءات على الشخصية البشرية)، تلعب بؤر النساء مثل بعض (مراكز التجميل) دوراً في التأثير على أفراد المجتمع خاصة من لم يجدوا الحصانة الكافية ضد الشر لنقص الوازع الديني وعدم التنشئة الاجتماعية السليمة.
انتهت النقاط التي حددتها الباحثة وأجدها بالفعل نقاطاً مهمة يمكنها أن تدلل لنا كيف تصل المرأة إلى مستنقع الانحراف والملفت للنظر كيف أن النسبة المرتفعة جداً والمتسببة في انحراف المرأة الأخلاقي هي افتقاد المرأة إلى التقدير واحترام الذات وهي نقطة خطيرة المتهم فيها هو الرجل حين يهين المرأة بعدم إعطائها حقوقها الشرعية دون وازع من دين أو أخلاق ليكمل ما بدأته التنشئة الاجتماعية مع عدم توكيد للذات لدى المرأة مما ينتج عنه تدن خطير لاحترامها لذاتها يدفعها إلى إيذائها.


الضبط الاجتماعي

ولكن هل توافر المؤشرات السابقة يجزم وجود خيانة وانحراف من قبل المرأة؟
الحقيقة أن للوازع الديني الدور الأكبر في وقاية الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص من الانحراف إذ يشكل الدين أهمية كبرى في عملية الضبط الاجتماعي، على أن الدراسات النفسية والاجتماعية أيدت وجود نسبة تزيد أو تنقص عن (5%) في كل مجتمع تخالف قيم المجتمع، وتعود هذه النسبة بزيادتها أو نقصانها حسب قوة تماسك المجتمع والمحافظة على روابطه الاجتماعية التي كوَّنتها التربية في الأسرة أو التنشئة في المجتمع.
عملية الضبط الاجتماعية لا تتفرد بها مؤسسة واحدة في المجتمع، بل إن الأسرة والمدرسة والمسجد يشكلون مثلثاً لا بد لاضلاعه أن تتكامل لأجل تكيف الإنسان مع مجتمعه، لكن الأسرة هي المحدد الأول لمعايير الخطأ والصواب لدى الطفل والمرأة التي تخون زوجها لم تكن أبداً طفلة مستقرة نفسياً، بنت أسرتها ذاتها على أساس من تكوين الضمير بشكل سليم دون احساس متطرف بالذنب أو احساس متطرف بالاستهتار.
إن التنشئة الاجتماعية للطفلة عامل مهم في مستقبلها ولا توجد امرأة منحرفة كانت نتاجاً لطفولة مستقرة وقد شدد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على أهمية المنبت الحسن في أخلاق المرأة حيث تضطلع بمسؤولية إعداد أجيال كاملة.
المنبت هنا هو الأسرة الأب المنحرف أو الأم المنحرفة في الغالب يصدران للمجتمع منحرفين أو على أقل تقدير أطفالاً ليسوا أسوياء في مقياس الصحة النفسية والتوازن النفسي.


خيانة المرأة

لأن المرأة تتصف في تكوينها السيكولوجي بأنها حساسة فإنها عندما تخون زوجها تنقل ذكرياتها إلى البيت الزوجي وتخضع إلى تأنيب الضمير فما حدث ليس سهلاً، وتبقى صور خيانتها تنغص عليها حياتها وإن غالبت شعورها إلا أنه يظهر في تعاملها مع الزوج داخل الأسرة بما يثير شكه وريبته.
المرأة في الخيانة لا تستطيع أن تنفصل عن حياتها مع زوجها خاصة في ظل وجود الأبناء وتسهم خيانتها في تدمير نفسيتها ببطء.
وقد تعيش معذبة حيث لا تستطيع أن تنفصل بمشاعرها عن الحدث الذي تمارسه حتى وإن لم تصارح نفسها فإنها في أعماقها إنسان يعاني نفسياً ويحتاج إلى المساعدة.. إذن المرأة لا تخون زوجها بسهولة ولا تمارس الخيانة كما يمارسها بعض الرجال دون إحساس بالذنب إلا في حال اصابتها ببعض الاضطرابات النفسية.
ويمكن أن نشير إلى مجموعة من الأسباب التي تدفع الزوجة إلى الخيانة، استخلصتها من رؤى المختصين:
1- الانتقام من خيانة الزوج وتشكل نسبة كبيرة.
2- الحرمان العاطفي.
3- سوء جهاز المناعة النفسي، بمعنى الاستعداد للقلق والتوتر والاكتئاب.
4- الادمان على الجنس.
5- المرأة التي تمر باضطهاد جنسي في علاقتها الزوجية.
6- الحاجة المادية.
7- المشاكل الزوجية كانعدام الحوار وعدم توافر الحب لدى المرأة منذ بداية الزواج حيث سوء الاختيار.
8- عجز الرجل عن الوفاء بالتزاماته الزوجية وتعنته في الابقاء عليها رغم طلبها الطلاق.
9- العنف تجاه المرأة باللفظ أو الفعل أو الاهمال.
وربما كان هناك أسباب أكثر من التي التي أوردتها لكنني أرى انعدام الوازع الديني وضعف الضمير يشكلان أكثر الأسباب دفعاً للمرأة لخيانة الزوج حيث يمكننا أن نتخيل أن سبباً أو واحداً مما تقدم تعاني منه المرأة لكن لديها من الالتزام بالدين ما يجعلها تخرج من مأزق حياتها الزوجية بالطلاق مثلاً دون السقوط في مستنقع الخيانة، فالمرأة الحق تدرك شناعة الخيانة وتعرف أن لا شيء يبرر اقدامها عليها وأن هناك ألف طريقة للتخلص من حياة زوجية تدفعها إلى الرذيلة.


أنماط الخائنات

حدد الدكتور عادل صادق في كتابه "الغيرة والخيانة" عدد أنماط للنساء الخائنات أورد بعضها:
1- النمط البغائي
المرأة فيه تشبه في سماتها النفسية البغي (العاهرة).
وأسباب البغاء:
@ اقتصادية كالفقر الشديد أو الفقر مع التطلع المادي الشديد.
@ اجتماعية: كالتفكك الأسري والعيش في بيئة أسرية منحرفة.
@ نفسية: معاناة الطفلة من الرفض وافتقاد الحب خاصة من جهة الأب.
2- النمط الأوديبي:
المرأة فيه تعاني من عقدة أو ديب أي أنها لم تتخلص من حبها "الجنسي" لأبيها وعانت الغيرة والقسوة والاضطهاد من أمها..
والأساس هنا اضطراب علاقة الطفلة الصغيرة بأمها وأبيها مما يشوه علاقتها في المستقبل.
3- النمط الهستيري:
المرأة تعاني من شعور داخلي بالنقص لبرودها الجنسي وتميل إلى الاستعراض وجذب الرجال جنسياً لها.
4- النمط السيكوباتي:
وهي شخصية اجرامية منحرفة في كل شيء في الحياة ويكون أحد جوانب انحرافها الخيانة وهي شخصية ضد اجتماعية يكون الضمير فيها ضعيفاً ولا تستطيع التحكم في النزعات الغريزية لديها.
5- النمط الوراثي:
وهنا تنتقل الوراثة للمرأة من أمها الخائنة ولكن لا توجد أدلة ترتقي إلى المنهجية العلمية.
5- النمط البيئي:
تعيش المرأة هنا ظروف بيئية فاسدة تسود فيها الانحرافات وتصبح الخيانة من الأمور العادية.
6- النمط الهوسي:
تكون المرأة مريضة بمرض الهوس وهو مرض عقلي ويتميز بفقدان السيطرة على السلوك وانطلاق الغرائز والرغبة في تحقيقها وارضائها دون خجل.
7- النمط الفصامي:
المرأة مصابة بمرض الفصام ومن أعراضه التبلد الوجداني والانفصال عن الواقع وفقد الإرادة والسلبية وبسبب غير مفهوم قد تخون هذه المريضة زوجها بدون أي دوافع جنسية أو نفسية.
هذه الأنماط حددها د. عادل من وحي عمله كطبيب نفسي تمر عليه حالات الخيانة الزوجية ومشكلات الزواج.
ما الحل؟
كما سبق القول فإن خيانة الزوجة لا تشبه أبداً خيانة الزوج في أسبابها وفي آثارها والإسلام اعتبر الخيانة زنا ووضع ضوابط عقابية للزوج والزوجة إذا ارتكبا ما يدنس العلاقة السامية.
غير أن خيانة الزوجة لزوجها لا تتولد من فراغ ولا يمكننا أن نتخيل أن الزوجة في أي مجتمع إسلامي يمكن أن تجاهر بالخيانة كما يجاهر بها بعض الرجال.
خيانة الزوجة هي قضية إنسان اندفع إلى الانحراف لأسباب عدة يقف على رأسها نقص الوازع الديني والاضطرابات النفسية.
لذلك من المهم جداً الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة كوقاية لها من الانحراف الذي يدمر حياتها.. ولابد من الوعي بأهمية التعامل مع الطفلة في تنشئتها في إطار من تقدير الذات ولابد من مراعاة تشكيل القيم الدينية في مرحلة الطفولة.
لست أبرر خيانة المرأة لزوجها فالخيانة لا تبرر ولكني أدعو إلى الاهتمام بنفسية المرأة إذ ان الاضطرابات والأمراض النفسية تشكل عاملاً هاماً في انحرافها.

لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات